شكاية
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى والد الأمة المغربية جلالة الملك محمد السادس ملك الفقراء و المظلومين
طلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي
مولاي أمير المؤمنين:
نحن طلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي رعايا أعتابكم الشريفة لنا شرف عظيم أن نرفع إلى سدتكم العالية بالله هذه الشكاية آملين يا مولاي رعاكم الله و أيدكم أن تولوها كامل الرعاية والاهتمام قصد التدخل العاجل لانقاد ما يمكن انقده من جراء الأوضاع المتردية التي أصبحت تعيشها منظومتنا الصحية و اخص بالذكر هنا رجال ونساء مهنة التمريض، ونرجو إنصافنا من الظلم والحيف الذي لحقنا من جراء القرارات اللامسؤولة التي تنهجها الوزارة الوصية على القطاع.
و بعد:
يشرفنا يا مولاي أن ننهي إلى كريم علمكم انه في خضم الأوضاع المأساوية التي تعاني منها مهنة التمريض بالمغرب تفاجئنا نحن طلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي بقرار الوزارة الوصية في شخص السيد الوزير"الحسين الوردي"، بوضع المرسوم الوزاري المتمم من القانون 00-13 والقاضي يا مولاي بإدماج خريجي المؤسسات الخاصة في المهن الشبه طبية, والحاصلين على شهادة ثقني متخصص في إحدى الشعب الشبه طبية الملقنة في هذه المدارس السالفة الذكر في سلك الوظيفة العمومية؛ فهل يعقل يا مولاي أن تعادل دبلومات ممنوحة من طرف معاهد عليا, تلك الممنوحة من طرف مؤسسات التكوين المهني الخاص, وان كان السيد الوزير يتحدث عن سد الخصاص الحاصل في منظومة التمريض, فحن نشيد بالقول على أن هناك أزيد من 70 متخرج فوج 2011-2010, لازالوا ينتظرون رأفة الوزارة الوصية؛ هذا وان ما يقرب عن 2600 متخرج فوج 2012-2011 هم الآخرون لم يجتازوا بعد مباراة ولوج الوظيفة العمومية, الشيء الذي يؤكد سوء تدبير الموارد بالنسبة للوزارة الوصية الشيء الذي نستنكره ونرفضه جملة وتفصيلا.
مولاي أعزك الله, وكما جرت العادة من طرف قيادتكم الرشيدة الضرب بيد من حديد, والوقوف عند كل خرق قانوني يسعى إلى زعزعة الاستقرار ويضرب كرامة المواطن عرض الحائط.
سيدي العالي بالله، ليس هذا فحسب, فقد أقدمت الوزارة الوصية على القطاع مند الاستحقاقات الماضية والتي أفرزت فوز "حزب العدالة والتنمية", على إدراج مجموعة من المطالب التي تنادي بها الشغيلة الصحية ضمن أولوياتها واخص بالذكر فئة الأطباء, فلم تتوانى وزارة الصحة في شخص السيد الوزير "الحسين الوردي" عن تحقيق هذه المطالب بالتفصيل الممل؛ ومع ذلك كان أملنا نحن أصحاب البذلة البيضاء كبيرا في شخص السيد الوزير بحكم معرفته لمعانات الممرض, لقد استبشرنا خيرا يا مولاي عندما قدم ملفنا المطلبي عن طريق النقابات والذي ضم في طياته مطالبا مشروعة ومنطقية كان من بينها:
معادلة دبلوم ممرض مجاز من الدولة مع دبلوم الإجازة الأساسية الممنوح من طرف الجامعات, فمنطقيا نحن نتلقى ثلاث سنوات من التكوين وهذا ما يزيد من أحقية المعادلة. إضافة إلى سعينا الدائم وراء احذاث هيئة وقانون للتمريض كما في الدول المتقدمة, تعنى بحقوق الممرض, وتحدد مهامه في إطار قانوني وحدوي. إلا أن الفرحة لم تدم طويلا, وان مطالبنا ضربت عرض الحائط يا مولاي, لنجد أنفسنا أمام واقع مرير, يقود مهنة التمريض إلى الضياع والخراب.
مولاي أعزك الله لقد تفاجئنا مؤخرا بان هناك مرسوم وزاري قاضي بمنع خريجي معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي والذين يتوفرون على شروط ولوج المدرسة الوطنية للتدبير الصحي بالرباط من متابعة تكونهم بهذه المؤسسة والتي أصبحت حكرا على فئة الأطباء فقط على حد تعبير السيد الوزير.
سيدي أعزك الله إلى متى هذا التعسف على كرامة الممرض وتحميله مسؤولية الاختلالات التي تتخبط فيها المنظومة الصحية.
ختاما نطلب من الله ومنكم إصدار تعليماتكم السامية قصد التدخل العاجل والفوري لوقف هذه المهزلة, والتصدي للقرارات الواهية والظالمة للوزارة الوصية على القطاع ضد مهنة التمريض؛ سيدي, وفي خضم غيرتنا على وطننا العزيز وبغية تحقيق أسباب التنمية البشرية التي اتخذتم يا مولاي على عاتقكم أمر الرقى بها, فنحن طلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي و جيل الغد من الممرضين, لن نتوانى في تقديم أسباب العيش الكريم للمواطنين بالقدر الذي يصون كرامتهم ويضمن لهم رعاية صحية متكاملة. ومن مبادئنا يا مولاي حب هذه المهنة الشريفة, وحرصنا الدائم على الرقي بها كما مثيلاتها من المهن, كي تواصل الركب, وتحقق الهدف المنشود وهو أن نكون في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال, ونستطيع تحقيق تنافسية على الصعيدين الوطني والدولي. ولتحقيق ما نصبوا إليه كجيل الغد, لابد يا مولاي أن نعطي لهذه الشريحة من المواطنين حقوقهم, ونصون كرامتهم, ونرد لهم الاعتبار.
مولاي أمير المؤمنين, نطلب من مقامكم العالي بالله اتخاذ خطواتكم الرشيدة للتجميد القطعي لهده القرارات التعسفية التي تضع منظومة التمريض بالمغرب على المحك, وتعصف برياح الخراب والذمار على هذا القطاع الحيوي.
و في انتظار ذلك تقبلوا جلالتكم أسمى عبارات الاحترام والتقدير, نصركم الله تعالى و حفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم وسدد خطاكم وأبقاكم ذخرا و ملاذا للبلاد و العباد, واقر عيناكم بولي عهدكم مولاي الحسن و كافة الأسرة العلوية الشريفة, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والسلام على سدتكم العالية بالله.
رعايا أعتابكم الشريفة طلبة معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي.
